الخميس، 22 نوفمبر 2012

مقدمة :الإشكالية الأولى لمدرسة الأنوار العرفانية :

بسم الله الرحمان الرحيم ، والصلاة على محمد وعلى آله والصحب 
إن الإسلام الحنيف دين يشمل كل مناحي الحياة: الفردية والإجتماعية والمجتمعاتية والدولية وبالتالي كل الحياة الإنسانية..
وبهذا بات أسلوب حياة كامل وشامل، يعلم الإنسان المسلم ما يسعده في كل حياته، وبشتى وجهاتها وتوجهاتها، ويحقق له حياة العز والكرامة والسؤدد ، ولكل المجتمعات المسلمة الحقة ، وبالتالي كل الأمة الإسلامية ..بل وكل الإنسانية... 
وليمضي فيعلم المسلمين حتى كيف يتعايشون مع المجتمعات الكافرة ما لم يكن منها ضرر" لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم" الممتحنة 8..
لكن هناك أمم وللأسف نعاني ماضيا وحاضرا وربما حتى مستقبلا من أضرار هيمنتها الإقتصادية والسياسية والعسكرية والمجتمعاتية على إسلامنا وأمتنا ، وذلك بهيمنتها حتى على العلوم الإجتماعية والإنسانية والقانونية والإقتصادية وجل الآداب والعلوم داخل مجتمعاتنا الإسلامية، واغتصابها لبعض أوطاننا ، ساعية للمزيد من تنحية كتابنا المقدس 
" قرآننا الحكيم " على كل مظاهر حياتنا ..
هاته الحياة التي يجب أن تكون مسلمة، والتي لن تكون كذلك إلا به...
*****************************
إذن فقد بتنا نعاني من بداية إمبريالية أخرى مقنعة تطعمها العلمانوية المتسلطة عالميا بكل سلبياتها، ثم العلموية والسطحية في الدعوة الإسلامية وكل أمراض الإسلامويات ..
والحركات الإسلامية وبعض الحركات القومية والجمعيات المتزنة كانت وحدها في الواجهة قبل أن تتنصل العديد منها من مذهبيتنا الإسلامية غرقا في الواقعية..
في الوقت الذي من واجبنا كمسلمين أن نبرز كأمة حضارية واحدة متدافعة بكل تماسك ، ومتشبتة بهويتها ونظرتها الوجودية ورؤيتها الكونية الخاصة ، والتي لها قيمها ومميزاتها وأسس حضارتها ، بل وآياتها وقرآنها وأحاديث رسولها صلى الله عليه وسلم وسياساتها واقتصادها وعلومها وآدابها وفنونها ثم معارف حكمائها، وبالتالي فقهها وفكرها الإسلاميين ..
فهناك ملايين الكتب الإسلامية التي تصف داءنا اليوم بدقة ، وتقدم دواءنا بحكمة إنطلاقا من كل مميزات هويتنا الحضارية ، لكنها وللأسف معطلة عن قصد وعن غير قصد..
ولهذا كانت أولا مدرستنا : 
للدعوة العلمية:
ـــ للقرآن الكريم  ـــ والفقه الإسلامي ـــ والحكمة الإسلاميةــــ وكذا الفكر الإسلامي .. 
لكن بكل تفتح على علوم العصرعمليا:
فكل علم ليس وراءه عمل مادي أو معنوي يعد قولا باطلا في مشروعنا هذا ...
ولهذا كان مشروعنا الأول النداء علميا وعمليا لتجديد خطابنا الإسلامي ، عبر النداء بتفعيل الفكر الإسلامي المعطل..
**********************************
 إذ نعي مدى فقر مذهبيتنا الإسلامية للغة إسلامية عملية معاصرة ومتجوهرة  على القرآن الكريم والسنة الشريفة,, وتدريجية ..وهذا ليس  بالسهل ولا الهين .
ولهذا فإن هدف المدرسة الأول سيكون :
الدعوة إلى بحوثات علمية عملية حول أعمال القرآن الكريم بكل تفتح على علوم وثقافات وإشكاليات العصر والمستقبل....ولو عبر مواقع وكتب إلكترونية فقط إذ:
 (لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها) الطلاق 7
ولهذا كانت أسس مدرستنا مجرد أرضيات إقتراحية رغم أمل تدريسنا لبديلها كمشروع مستقبلي ..
وسنسعى عبر كل بحوثها إن شاء الله تعالى للدعوة لكل ما يدعو له الإسلام كدين شامل... مركزين بحول الله تعالى على :

1ـــ المساهمة في الرفع من المستوى الفكري للعاملين في الحقل الإسلامي عمليا: فالعقل الإسلامي اليوم في حيرة لحد غرقنا في تكاثرات الواقع ، بل ولحد إستلابنا العلمي والعملي معا ، وتنكر الإسلاميين لمبادئهم ..
2ـــ إقتراح خطى عملية كمسودة أولية لتنزيل مذهبيتنا الإسلامية على المدى البعيد ، كما وظيفة فقهنا الحركي ..
3ـــ النداء بإصلاح الإنزلاقات الإيديولوجية للعديد من العاملين في رياض مذهبيتنا  الإسلامية .
4ـ المساهمة في عودة الفكر الإسلامي حركيا للعصروالمستقبل.
5ـ النداء للتجديد الفكري في تكوين فقهاء وعلماء إسلام في مستوى تحدياتنا الكؤودة حاضرا ومستقبلا ، لعلنا نكون في مستوى تدافعات المؤامرات الصهيوماسونية الزاحفة على كل العالم وعلينا من كل حدب وصوب ..
*****************************
وعمليا فإنا موقنون بقوله تعالى :
" إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم "الرعد 11
ولهذا كانت دعوتنا واضحة عبرتركيزنا على العمل بكل شريعتنا الغراء ظاهرا وباطنا ، مما يلزمنا بتربية فكرية وقلبية وروحية تحارب جميع أكدارنا المتنوعة والعديدة والتي منها:

ـــ الكدر الفكري ـــ العقد النفسية ـــ العقدالقلبية ــــ العقدالروحية ــــ الأزمات الإجتماعية والإقتصادية ـــ كبداية ...
دون أن ننسى مخالب وأكدار الإمبريالية الجديدة المعمقة لكل نقائصنا ، والتي كانت سببا والتي لا زالت تسعى لتكريس كل أزماتنا وتخلفاتنا ، والتي أغرقتنا ماديا ومعنويا  وبكل واقعية في مادياتها  .. 
بل ولحد تشجيعها للدعوات الإسلامية الجزئية والتبسيطية ما دامت مهمشة لإسلامنا العلمي والفقهي الحق كبديل حضاري شامل .. والتشجيع الذي كان من أولى كوارثه الخريف العربي وكل ما تلاه ..
ولينادي العالم كله للتعمق في كل العلوم إلا العلوم الإسلامية ..
 فمعظم تياراتها اليوم تدعوا للسطحية والبلادة بل وللاعلمية في تعاملنا مع إسلامنا الحنيف.. ولحد تهميش الفكر الإسلامي وإقصاء العقل الإسلامي عالميا ، وأنى توجه .....
******************************
مما يلزمنا كذلك - وقبل تطبيب هذا الفقر المعنوي - المناداة بمحاربة فقرنا المادي أولا ، وبكل مبادئ إقتصادنا الإسلامي ، لأن الإقتصاد الغربي بكل مدارسه إقتصاد سياسي ، ولن يزداد إلا توحشا مادام بعيدا عن أخلاقيات وإنسانية إسلامنا الحنيف  ..
 ولأنه لا قضاء على الفقر المعنوي مستقبلا دون وءدنا لفقرنا المادي ، ولهذا كان للمدرسة إجتهاداتها الموجزة في الإقتصاد الإسلامي المتميز بإنسانيته وغاياته عن كل غابوية الإقتصاد الليبرالي المتوحش ، وعن إضطهاد الإقتصاد الإشتركي القاهر معا. 
فاقتصادنا الإسلامي إقتصاد إنساني يجعل محوره الإنسان لا المادة ، والذي نرجو من الله العلي القدير  أن يوفق المسلمين مستقبلا لتنزيل كل أسسه عمليا وبكل واقعية وتدرج ، نحو كرامة الإنسان عموما ، وكرامة الإنسان المسلم أولا ..
*******************************
وكخطوة أولى لتحقيق كل هاته الغايات السامية ندعوا للإهتمام بالقراءة كعبادة لا كضرورة معاش فقط: فالقراءة باسم  الله تعالى أمر قرآني :
" إقرأ باسم ربك الذي خلق..... إقرأ وربك الأكرم" العلق 3.1
فالكرم كل الكرم في القراءة باسم الله تعالى لا لغايات دنيوية فقط..
بشرط أن تكون القراءة من أجل العمل والفعل لا التفيقه الأجوف.
ف"من عمل بما علم أورثه الله علم ما لم يعلم"أخرجه أبو نعيم في الحلية عن إبن حنبل
ولهذا ندعو لعلم العمل والعمل بالعلم دفعة واحدة ، وهذا عبر أرضية تنظيرية تسعى - وكمسودة أولى فقط -  لتنزيل المشروع الإسلامي مستقبلا ..
ولهذا كله ندعو للصفاء الفكري والنفسي والقلبي والروحي أولا ، والذي لن يتم إلا بتربية روحية متينة لها كتبها ومناهجها كمدخل كبير لإحسان إسلامنا الحنيف ، رغم ما شاب معظم زواياها من شركيات وقبوريات وعقائد دخيلة وإختراق ..
********************************
وإلى جانب هذا لنا ندائنا لأسلمة التعليم حتى لا ينحدر أكثر نحو المادية  بعيدا عن كل إنسانيتنا كمسلمين ، كما حالنا اليوم والحداثة الساعية لتقزيم كل فكرنا بعقلها المعاشي ،  وواقعيتها الضنكى والمضنية..
أما عن شعارنا التربوي: فيتلخص في:
 بالعلم حرية العقل ، وبالإيمان حرية القلب ، وبالله حرية الروح : وإلا فلا حرية. 
 ولهذا كانت دعوتنا دعوة أولية للمناداة بزرع بدور الشريعة في كل إصلاحاتنا:
مما يلزمنا بالدعوة لكل علوم إسلامنا الحنيف:
الفقه الإسلامي .. الفكر الإسلامي .. ثم عرفان حكماء الإسلام
بيان.. وبرهان.. ثم عرفان.
بلاغ بياني.. فمنطق علمي.. فذوق فطري.
ونحن لانقر برسوخ إجتهاداتنا لكننا مؤمنين ودوما بقوله تعالى :
" كل يعمل على شاكلته"الإسراء 84:
ولهذا ندعوا لقبول إختلاف كل مذاهبنا كمسلمين ، فالكتب والإجتهادات تتقارب ولا تتوحد،
والإختلاف والتنوع  أمران طبيعيان في كل المذهبيات ، ولهذا ننبذ كل مظاهر الخلاف بين المسلمين أو الإسلاميين ونحارب كل مظاهر الإسلاموية والتسلفية أو التصوفية  :
ولا نقول المذهبية الإسلامية الحقة ولا السلفية العلمية  ولا التصوف السني ..
*****************************
 بل ننادي بتطبيب كل المذاهب الساعية لهدم المذهبية الإسلامية (كنظام حياة شامل) عن قصد أو غير قصد.
ولهذا تنا دي مدرستنا بــ : 
1ـــ إثارة مواضيع عملية قرآنية وفقهية وفكرية موحدة عمليا لنا كإسلاميين.
2ـــ إثارة مواضيع علمانية إسلامية.
3ـــ تقديم تقارير منظمة لوزارات الأوقاف والشؤون الإسلامية وكل المهتمين بالإسلام من مراكز وجامعات وحركات وأحزاب وهيئات وعلماء بارزين ومفكرين ومواقع ثقافية وجمعيات...
وهنا تنتهي مهمتنا :
إرسال بحوثاتنا لكل المهتمين بالمشاريع الإسلامية المستقبلية ، ولكل العاملين في الحقل الإسلامي ، وكل أولي العلم والفكر والأمر ما إستطعنا..
.ثم توريث نداءاتنا هاته عبر مواقعنا وكتبنا بحول الله تعالى كما كل مدوناتنا الإلكترونية. 
4 ــ أما على الصعيد العالمي فإنا ننادي بالتدافع الحضاري عبر النداء علميا بالعمل بكل مذهبينا الإسلامية وبكل علومها.
وهذا هو موجزنا الأول وبابنا الكبير نحو مذهبيتنا الإسلامية كبديل حضاري مستقبلي بحول الله تعالى وبركاته ..
وحسبنا الله وكفى :لأن هذا البديل  يبدو اليوم  ثقيل الأسس وطوباوي الآفاق ، لكننا ننظر لما يجب أن يكون مبدئيا ، أما ما يمكن أن يكون فتلك مهمة الساسة : 
فهم من يتحمل مسؤولية التركيز على هذه المبدئية الإسلامية بزرع بدورها اليوم أو تلافيها وتهميشها كما حالنا اليوم : 
( وحتى مع الأحزاب الإسلاموية المحسوبة سياسيا على مذهبيتنا وللأسف) ؟.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق