الخميس، 22 نوفمبر 2012

6 : القرآن مشروع أمتنا الحضاري القادم:

وإن مشكلتنا كمسلمين في الحقيقة إشكالية مركبة من عدة مشاكل ، فلنا عقد في كل المجالات وشتى الواجهات ..
بل ونعيش اليوم إنهزاما حضاريا واضحا أمام زحف ثقافات وحضارات الآخر بكل إيديولوجياتها ومذاهبها ومدارسها...
وأمام هذا الزخم من الأزمات عجزنا على إيجاد حلول ذاتية منا ولنا  ولحد استعانتنا بخبراء لا يعلمون عنا إلا القليل مأملين فيهم نجدتنا ، لأننا نعيش حقا حيرة الغريق المتشبث بخشبة هشة في أعالي البحار.
والحلول في الحقيقة ليست بالسهلة لأنه لا إنقاد لأمة الحضارة إلا بمشروع حضاري كامل لا يهدم ماضيها ولا يأزم حاضرها ولا يستثني مستقبلها ...
وهذا المشروع الذي يمكن أن يحتوي كل هاته الآفاق لن يستطيع أن يكتب أسسه أحد لأنه  القرآن الكريم كله . 
وبمنهجية سنية شاملة وإلا فلا خلاص .
ولكن لماذا القرآن الكريم وسنيا كأساس وأفق ، ووحده ؟
لأنه ببساطة الكتاب المقدس والوحيد الذي بنى مجد ماضينا ،  وبإبتعادنا عنه هدم حاضرنا ، وبالعودة له الحتمية ولو حتى زمن مهدينا عليه السلام سيسمو مستقبلنا.
ولهذا نلتصق اليوم علميا وعمليا بالقرآن الكريم ككتاب علوم وإصلاح وحضارة ... وبسنة المصطفى عليه الصلاة والسلام .
 وهو أكبر من كل ما وصفناه به لكننا ندرسه برؤيا عميقة لإشكاليتنا ملتمسين فيه ومن الله الدواء الشافي.
فما وجدنا إلا تنزيله بعلوم ولغة وأساليب(مستجدة وتجديدية فكريا ) لعلنا نصل إلى تنزيل مشروعنا الحضاري مستقبلا كإسلاميين .
ولهذا نشمر :
 للتوعية بالقرآن الكريم كمشروع حضاري شامل وكامل..
وإنطلاقا منه  كإمام والسنة كمأمومة لا العكس.
ففي العمل الإسلامي يستحسن العمل بالسنة كمدخل لكل أعمال القرآن الكريم, أما في بناء العقل المسلم فيستحسن التفكر والتدبر في القرآن الكريم كإمام لا كمأموم للسنة ، فالعقل القرآني هو البديل.
ولهذا لنا رؤيتنا الإسلامية المستقبلية ، بل ونرى وجوب التفتح قرآنيا على كل العلوم ، بمعنى تفسير القرآن الكريم عمليا وعلميا بكل العلوم الحقة ، وبتركيز كبيرعلى الموجز العملي  ولهذا نقدم أسسنا الأولى نحو تفسير عملي للقرآن الكريم كما في كتيباتنا في فقه العمل بالقرآن الكريم على: 
kotouby.blogspot.com 
 وحين نشرح أية آية فإنا لا ندعي أبدا تفسيرها الكلي بل نفسرها التصاقا فقط بموضوع عملها ...
وموازاة مع هذا نبحث في مادة فقهنا الحركي بكل حضارة: لعلنا نقدم اجتهادا تجديديا ونرقى بمدرستنا لمدرسة فكرية حقا إصلاحية ولو تنظيريا ، بغية دعوة كل من يعمل في الحقل الإسلامي إلى التفتح على كل المواضيع الإسلامية العملية ، والتي نراها ضرورية كانطلاق وكأفق ..  
فالدعوة للتفسير العملي إذن
والإجتهاد في الفقه الحركي
والتنظير العام للمذهبية الإسلامية 
ثم التركيز على التربية الروحية :
هي جوهر كل بديلنا المستقبلي هذا.  

إذ لنا ثلاث محاور إذن للإجتهاد عمليا :
- فقه العمل بالقرآن الحكيم سنيا
- هندسة وتنزيل مذهبيتنا عبر فقهنا الحركي وبعض تنظيراتنا المستقبلية 
- إلتزامنا بالشريعة كلها إنطلاقا من تربيتنا الروحية . 
فالقرآن عمليا وبسنة الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام مشروعنا الحضاري ..
لكن كيف نعد هذا المشروع كاملا ؟
الجواب ليس سهلا ، ولا بد من نسقية فكرية تجديدية علمية للفكر الإسلامي . 
ولهذا نساهم بكل بحوثاتنا لعلنا نؤسس حقا لبداية متينة لهذا المشروع الحالم والكبير..
وما ذلك على الله بعزيز .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق