الخميس، 22 نوفمبر 2012

1 :مفهومنا الحضاري كأمة :

وإن الحضارة في مفهومنا تشمل كل القيم التي ترفع من إنسانية الإنسان أولا، لتسمو بفكره ونفسه وقلبه وروحه ، وبالتالي كل بيئته ماديا ومعنويا لتحقق له كل المساعي الحميدة وكل الرخاء والإزدهار..
وهي الحضارة التي يدعو لها إسلامنا الحنيف في رأينا ، أما التحضر الزائف الذي يطمس كل المعاني السامية للإنسانية فهو وإن بدا تقدما ماديا براقا فإنه يبقى أجوفا ما لم يراعي القيمة الروحية المكنونة في الإنسان ، والتي تعد جوهره وحقيقته الخالدة.
ثم يراعي توفير كل الضروريات  بكل كرامة .
فللأسف نرى اليوم الأنظمة الكافرة أكثر عدلا وعلمية وتكافلا بل وإنسانية منا قمة وقاعدة ،
ولهذا فإن مفهومنا للحضارة مفهوم مغاير للحضارة القائمة وإن كان لايضادها جملة وتفصيلا ، أو يشن عليها حربا حضارية كاسحة ، بل نلمس بأن الحضارة الإنسانية اليوم مريضة بأمراض جد فتاكة ، ولا بد من تطبيبها بحضارة صافية هي حضارة القرآن الكريم سنيا: حضارتنا الإسلامية وبكل علمية وتدرج.
ولا نعني بالحضارة الإسلامية الحضارة العربية الإسلامية ..أو حضارة الأمة عبر ما مضى من تاريخها التليد ، بل نعني بها هاته المرجعية أولا ثم كل إيجابيات الحضارات القائمة بعد الإسلام والتي استمدت أسسها من نهضته الأولى..
فلولا الإسلام وقبله كل الأنبياء عليهم السلام لنست الإنسانية حتى لغاتها ، لأن الديانات النبوية لم تهتم بعلاقة الإنسان مع الله تعالى فحسب ، بل كانت - وكما الإسلام حاليا - تنظم كل الحياة الإنسانية ...
ولهذا نومن بأن الجزء الأكبر من إيجابيات الحضارة القائمة اليوم حضارة إسلامية مصدرة ، وكل نزهاء الباحثين يثبتون قطعا كيف إنبنت الحضارة القائمة اليوم على أسس الثقافة العربية والفلسفة والفكر الإسلاميين ولا زالت ..
وكيف كانت الحضارة والعلوم الإسلامية مهدا متينا لحضارة العالم الحديث..
ولهذا فإنا لا نقزم حضارتنا في ذاتيتنا كعرب أو كمسلمين فقط ، بل نعد كل ميزات الحضارة الإنسانية مكسبا لنا لأننا ساهمنا ولا نزال نساهم فيها.. 
لكنا ننادي بوجوب تطبيب الحضارة القائمة بكل الإسلام ولهذا كان اجتهادنا التالي:
("تماما ككل المذاهب العالمية { الليبرالية ..والإشتراكية ...} يجب أن نقدم مذهبيتنا الإسلامية: علميا وعمليا وحضاريا): 
ففي الوقت الذي قدمت فيه الصهيونية مشروعها الماسوني :"النظام العالمي الجديد " كقانون دولي لاستحمار واستعباد العالم ، لا زلنا كمسلمين لحد اليوم تائهين بين المناداة بالشريعة وكل عراقيلها ، وبين خلق ظروفها ، ومطامح الحركات والجماعات والأحزاب الإسلامية التي وللأسف صارت إسلاموية المشاريع والبرامج  ..
إذ لا زلنا عاجزين ولحد اليوم عن تقديم مشروع حضاري كامل باسم الإسلام كمذهبية علمية عملية جامعة ووحدوية ولا نقول واحدة ..:
إذ لا نعني بهذا التوافق التام بين مذاهبنا ، بل يجب إدارة إختلافنا وقبول التعددية داخل مذهبيتنا هاته ، فلا  يبقى إختلافنا اختلاف تضاد تدكيه المطامع السياسية كما حالنا  ، بل اختلاف تنوع وتعاون..
ولهذا تهتم مدرستنا بالمشروع الحضاري للأمة عبر النداء أولا ب:
"إحياء الحلم بأمة الإسلام الإنسانية وليس أمة المسلمين أو العرب فقط"
ونحصر مقدمة هذا المشروع الحضاري في البحوثات التالية:
والتي سندعوا إن شاء الله لإنجازها :
ــ ماذا عن أسس المذهبية الإسلامية كبديل حضاري؟
ــ لماذا وجوبها؟
ــ ماذا عن اختلافها ومناهج الجماعات العاملة في الحقل الإسلامي واحتوائها لهم؟
ــ ماذا عن المذاهب المعادية لها؟
ــ ماذا عن المذاهب المخاصمة لها ؟
ــ ماذا عن حضاريتها؟
ــ هل هي تقدمية أم رجعية ؟
ــ ماذا عن مبدأ الأصالة والمعاصرة فيها؟
ــ ماذا عن ضرورة تبني الأنظمة العربية لها ؟
ــ ماذا عن وجوب التنظير الأكاديمي لها ؟
وماذا عن أسسها وغاياتها؟
وتتتالى الأسئلة...
والتي لاجواب لها عندنا بإلغاء العمل بالقرآن الكريم سنيا وبكل تجديد لفكرنا : .
وانطلاقا من كل هذا أضحت أهم مبادئنا:
ــ البرهانية العلمية قناعتنا
ــ الحضارة الإسلامية الإنسانية أفقنا
ــ المذهبية الإسلامية العملية بديلنا
- التربية الروحية السنية دواؤنا
ــ الأصالة والمعاصرة منهجنا
ــ والنقل بالعقل أسلوبنا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق